ليس غريبا ان تذوب كل الشموع الدنيا .. وتفنى ،و تبقى شمعتعا (هي ) باقيه مع الايام
..فعطرها الفواح يطغى ،مع كل ثانيه احتراق ، ليترك اثرا جميلا ،او حكمه خالده او ذكرى طيبه
صنعتها يدها ونسجها قلبها الحنون فكانت (هي ) في حياتهم الشمس و القمر ،النجم و الضياء،
الفرح و الامل ولولاها ما كان للبسمه ان تعذب في شفاه ، ولا كان للسعاده معنى ، ولا للدنيا
متاع ..
المرأه...
كثيرا ما تكون مركز الاضواء ، وفاكهة الحديث ، و اللون الزاهي بين الالوان ، كل يتحدث عنها كما
يهوى ..
سأحكي عنها ليس كما اهوى ، بل كما هي حقيقه في الاسلام ، كما يجب ان تكون ..نهر حنان
جاري بسخاء لا يتوقف ! لا يتردد في سكب عذوبه في كل قلب .
هي الام..
مهما مر بالمرأه زمان و كبر مع السنين ، لا شيء يعدل قلبها المحب يحتوي كل الهموم بلحظه ،
و يمسح عناء رحلة الايام بلمسة ، و يرسم على الثغره بسمة ، كما تفعل الام على دين الفطره
اقسمت ان تبني جيل النهضه ، ارضعته القيم مع كل قطره لبن ، واسبقت من الحنان قلبها الكثير من المشاعر
الصادقه فجعلت وليدها يتعلم لغة الصدق و يتذوق الامور بصفاء و شفافيه ، فيدرك مع الأيام الطريق الصحيح .
رقيقة في حين ألم تسمح الجرح بدمع حان فيبرأ ، قاسية هي في باطل ، تنزع قلبها فتلقيه ، ان رأت خطيئه أمامها أو
حقا يدنس .
وهي الأخت في مضمار ناصحه بصدق ، قد أشبعت علما وفهما ، فتشربت الخير من معينة , و جرت انهار الحكمة على
شفتيها فنصحت و علمت .
في كل ازمة لها وقفة راسخة و في كل ضيق لها يد تمتد خيرا .
مهما كانت معارك الحياة قاسية , تبقى المرأة خير ممرضة تداوي الجراح , و تسقي عطشى القلوب و الأرواح جرعة
ماء من طيب كلام فترتوي رواء خير , فتنبت في أوصالها أشجار الجد فتنطلق عاملة معينة .
و تقف و قفة أبطال في حروب , و لا تفرو إن فر الرجال , بل تبقى , لتشد أزرا , و ترفع همما , و تعين محتاجا .
ذالك العود الريان الذي تعقد عليه الامال , خير سند لوالديها , و زهرة الاسرة الفواحة .
من دونها لا يطيب لهم مقام , و لا يحلو لهم حديث إلا عنها .
شكرا لكل من مر هنا ....
اتمنى تعجبكم