ما هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟
الاضطراب
الوجداني ثائي القطب هو مرض دماغي يؤثر على مزاج المريض حيث يسبب تقلباً
غير طبيعي في مزاج المريض وطاقته ووظائفه وجميع جوانب حياته. وعلى الرغم من
أننا جميعاً قد نعاني من تقلب في المزاج فنشعر لفترة بالنشاط وارتفاع
الهمة وانبساط المزاج أو الفرح والطرب لأمر ما.. وفي المقابل تمر علينا
لحظات نشعر فيها بالضيق والطفش وتعكر المزاج وانشغال البال خاصة عندما
نواجه ضغوط الحياة مآسيها.
لكن
المصاب بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب (أوثق) أمره مختلف.. فالأعراض التي
يعاني منها اكثر شدة وقد تؤدي إلى فقدان وظيفته وتحطم علاقاته
الاجتماعية..
مريض ثنائي القطب يعاني من هجمات متكررة (في معظم الأحيان) من حالتين مختلفتين من المزاج..
[center]الحالة الأولى: حالة الهوس..
أي
حالة من ارتفاع المزاج وانبساطه حيث الفرح الزائد عن الشكل الطبيعي
والنشاط المبالغ فيه وقلة الحاجة إلى النوم وعدم التعب. يرافق ذلك نشاط
ذهني حيث تكثر الخطط والمشاريع التي يريد القيام بها.. بل قد يبدأ
بتنفيذها.. وهي للأسف أعمال متهورة وغير مخطط لها بشكل جيد ولا تقوم على
أساس منطقي. وفي بعض الحالات لا يظهر على المريض الفرح الزائد بل عصبية
ونرفزة غير طبيعية لأتفه الأسباب وقد يصبح عدوانياً.
الحالة الثانية: حالة الاكتئاب..
أي
حالة من الحزن وتعكر المزاج والشعور بضيق الصدر والتعب وقلة النشاط وصعوبة
في النوم وضعف الشهية وفقدان الرغبة الجنسية وعدم الاستمتاع بمباهج الحياة
ومسراتها.
لاحظ أن المريض يعود في ما بين هذه الهجمات إلى حالته الطبيعية والتي يصعب أن تكتشف أنه مريض!
الأخبار
السعيدة كثيرة.. فالمريض عبر اتباع نصائح الطبيب والانتظام على تناول
العلاج اللازم سيكون قادراً على متابعة حياته بشكل طبيعي جداً.. وسيكون
لديه القدرة على الزواج والإنجاب والنجاح في عمله. ولقد عرفنا أساتذة في
الجامعات وأطباء مشهورين مصابين بهذا المرض دون أن يعيقهم عن تحقيق أفضل
المراتب وأعلاها.
أنواع الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
الاضطراب الوجداني ثنائي القطب له عدة أنواع..
* الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (النوع الأول) :
· هو الاضطراب الأكثر شيوعاً وتشخيصاً في العيادات النفسية.
· يتألف المرض من نوبات متكررة من الهوس (بكامل صورته) ونوبات أخرى من الاكتئاب.
* الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (النوع الثاني) :
· يتألف المرض من نوبات متكررة من الهوس الخفيف (لا يصل إلى الشدة الكاملة) ونوبات أخرى من الاكتئاب.
· من الاضطرابات الشائعة ولكن يصعب تشخيصها ما لم يأخذ الطبيب التاريخ المرضي بشكل دقيق.
·
كثيراً ما يختلط التشخيص بمرض الاكتئاب (على الرغم من أنهما مرضان
مختلفان) لأن نوبة الهوس تأتي خفيفة للغاية مما قد لا ينتبه إليها المريض
أو أهله أو حتى الطبيب.
· يتألف المرض من نوبات متكررة من الهوس الخفيف ونوبات أخرى من الاكتئاب (بكامل حدوثه).
* الاضطراب الوجداني ثنائي القطب سريع التقلب:
·
وهو نوع من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (أوثق) والذي يمر على المريض
أربعة هجمات من أي من هجمات المرض (الهوس, أو الهوس الخفيف, أو الاكتئاب )
خلال سنة واحدة.
· يمر بعض المرضى خلال المرض بهذا النوع بشكل مؤقت. والذي عادة ما ينقضي ليعود المرض إلى طبيعة المرض العادي.
·
يصاب النساء أكثر من الرجال بهذه الحالة.. ولا نعرف لماذا على الرغم من أن
النساء والرجال يصابون بشكل متساوي بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
·
هناك عدة أسباب قد تقود لهذا النوع من المرض ومنها نقص إفراز الغدة
الدرقية واستخدام بعض أنواع مضادات الاكتئاب (أسأل طبيبك عنها) واستخدام
المخدرات والكحول.
·
على الرغم من التطور المذهل لفهمنا لهذه الحالة وتطوير أدوية اكثر فعالية,
إلا أن علاج هذه الحالة يشكل تحدياً أكبر من علاج النوع المعتاد للاضطراب
الوجداني ثنائي القطب.. وهذا يدفع المريض لن يتعاون بشكل اكبر مع الطبيب
المعالج.
vالمزاج المتقلب (Cyclothymia)
·
حالة المزاج المتقلب هو اضطراب في المزاج يتميز بفترات متكررة من الهوس
الخفيف وفترات أخرى من الاكتئاب الخفيف. (قارن بينه وبين الأنواع السابقة).
يكون المريض بين هذه الفترات شخصاً طبيعياً للغاية.
· حالات الهوس الخفيف تظهر في الآتي:
- قلة الحاجة للنوم.
- زيادة كبيرة في الثقة بالنفس.
- كثرة الخطط والأفكار
· حالات خفيفة من الاكتئاب (أي عدد قليل من أعراض الاكتئاب سابقة الذكر)
· الحقيقة أن تشخيص هذا المرض أمر صعب ويحتاج إلى دقة في أخذ التاريخ المرضي للمريض.
·
هناك أهمية للتشخيص من ناحيتين: الأولى أن هذه الحالة تسبب الضيق للمريض
ويشعر بمشاعر غريبة رغم أنها قد لا تترك أثراً كبيراً على حياته العملية
والاجتماعية.
أسباب الاضطراب الوجداني ثنائيالقطب
لم
يتوصل العلماء بعد إلى مسبب واضح لمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
(أوثق). والذي نعرفه انه لا يوجد سبب واحد لهذا المرض إنما هي مجموعة من
الأسباب والعوامل التي تتشارك في حدوث المرض وأهمها (انظر إلى الشرح في
الأسفل):
1.العامل الوراثي.
2.اضطراب كيميائي في الدماغ
3. التنظيم الهرموني في الدماغ:
4. تغيرات تركيبية في الدماغ
5. أسباب نفسية
1.العامل الوراثي..
وهو عامل قوي.. تعرفنا على أهمية هذا العامل عندما درسنا حدوث المرض داخل العائلة الواحدة. حيث تدل الإحصائيات أن:
- نسبة احتمالية الإصابة لعامة الناس هي: 1%.
- إذا كان أحد الأخوة مصاباً بالمرض فإن احتمالية الإصابة تصبح: 15% - 25%.
- إذا كان أحد الوالدين مصاباً بالمرض فإن احتمالية الإصابة تصبح: 15-30%.
- إذا كان كلا الوالدين مصابين بالمرض فإن احتمالية الإصابة تصل إلى: 50% 75%.
- إذا كان التوأم المتشابه (من بويضة واحدة) (السيامي) مصاباً بالمرض فإن احتمالية الإصابة تصبح: 70%.
*** ليس هناك جين وحيد مسؤول عن المرض, وإنما هو نتيجة لعدة جينات
مصابةتتفاعل مع بعضها البعض.. ***
·
لكن العامل الوراثي ليس هو العامل الوحيد ذلك لأنه لو كان المسبب الوحيد
لوجدنا أن كل توأم متشابه (سيامي) إذا أصيب أحدهما بالمرض فسيصيب الأخ
الثاني.. وهذا غير صحيح.
2. اضطراب كيميائي في الدماغ:
هناك اضطراب كيميائي في بعض مناطق الدماغ.. وخاصة في مادتين كيميائيتين هما السيروتونين والنورايبينفرين, وبشكل أقل الدوبامين.
3. التنظيم الهرموني في الدماغ:
حيث تلعب بعض الهرمونات دوراً أساسياً في نشوء اضطرابات المزاج وخاصة هرمون الكورتيزول وهرمون النمو والغدة الدرقية..
4- تغيرات تركيبية في الدماغ:
مع
التقدم التقني الهائل, أصبح لدى العلماء فرصة لرؤية ما يدور في الدماغ دون
جراحة. هذه التقنيات بينت وجود تغيرات تركيبية في الدماغ.. مازالت الصورة
غير واضحة لكن السنوات القادمة ستكشف الكثير من ألغاز هذا المرض.
5- أسباب نفسية:
مثل
الضغط النفسي وحوادث الحياة المزعجة قد يكون لها اثر في بداية المرض أو في
عودة الأعراض (الانتكاسة). كما أن الإصابة بالاكتئاب يتأثر بشكل كبير بما
يدور في أذهاننا وبطريقة رؤيتنا لأنفسنا ولمستقبلنا وللعالم من حولنا..
(أقرأ: حزين ماذا أفعل؟)
أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
يكون
مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب شخصاً طبيعياً في حالة استقرار المرض
ولكنه يتعرض لنوبات متكررة من الهوس أو الهوس الخفيف أو الاكتئاب أو هجمات
مختلطة.. تستمر هذه الهجمات لفترة ما ثم تزول لدى معظم المرضى ليعودوا إلى
حالتهم الطبيعية وليعودوا إلى أعمالهم وحياتهم الطبيعية. نوبات المرض تأتي
على أحد الأشكال التالية:
1. أعراض هجمة الهوس.
2. أعراض هجمة الهوس الخفيف.
3. أعراض هجمة الاكتئاب.
4. أعراض الهجمة المختلطة.
وفيما يلي توضيح مفصل أعراض كل نوبة:
أعراض هجمة الهوس
هذه أهم أعراض هجمة الهوس.. لاحظ إنه لا يتطلب وجود جميع هذه الأعراض حيث تكفي بعض
هذه الأعراض لتشخيص المرض..
· زيادة في الطاقة والنشاط والحركة.
· فرح ونشوة ومزاج مرتفع بشكل زائد. أو نرفزة وعصبية مفرطة. (قد يوجد أحدهما أو بالتناوب)..
· أفكار متسارعة وتكلم بسرعة زائدة مع قفز من موضوع إلى آخر.
· سرعة تشتت الانتباه وصعوبة في التركيز.
· قلة الحاجة إلى نوم. فثلاث ساعات مثلاً كافيه لإكسابه النشاط الكافي.
·
أفكار غير واقعية حول أهمية المريض وقدراته وقوته وثقته العالية بنفسه.
فقد يدعي أنه نبي مرسل أو المهدي المنتظر أو ذو علاقة مميزة مع الشخصيات
الهامة في بلده أو في العالم إلى غير ذلك من الأفكار المتعاظمة التي قد
يجدها الناس من حوله تكبرا وغروراً.
·
عدم القدرة على اتخاذ الأحكام الصحيحة أوالتمييز بشكل صحيح. إذ قد يتخذ
قرار ببيع منزله أو مصدر رزقه أو قد يقود سيارته بأسلوب متهور وغير مسؤول.
· الانغماس في نشاطات سارة لكنها خطرة أو غير منطقية أو غير مقبولة (السفر إلى مكان بعيد, شراء زائد, سلوكيات جنسية غير مقبولة,..).
· صرف زائد للمال بشكل غير منطقي.
· وضع الكثير من الخطط والمشاريع غير المنطقية.
· عدم الالتزام بالآداب الاجتماعية المتعارف عليها (الاتصال بشكل متكرر بأقاربه وأصدقائه وفي أوقات غير مناسبة,..).
· سهولة استفزازه مع سلوك عدواني مؤذي أو مزعج.
· ينكر وجود أي مشكلة بتغير تصرفاته.
أعراض هجمة الهوس الخفيف:
يعاني
المريض هنا من أعراض مشابهة لهجمة الهوس ولكن بصورة خفيفة.. وعلى الرغم من
وضوح تغير تصرفات المريض ونشاطه ومزاجه, ولكن ليس إلى درجة كبيرة, كما لا
يوجد توهمات ضلالية أو هلاوس.
يفضل بعض المرضى هذه الحالة لأنه يشعر بالنشاط والطاقة في الحدود غير المؤذية.. ولكننا كأطباء نعتبرها حالة مرضية يجب علاجها.
أعراض نوبة الاكتئاب:
1. · شعور دائم بالحزن أو الضيق مع هجمات من البكاء.
2. · نقص في الطاقة والشعور بالتعب وانحطاط الهمة
3. · الشعور باليأس والتشاؤم.
4. · الشعور بالذنب وقلة الأهمية والعجز
5. · فقدان الاهتمام والاستمتاع بالأشياء الممتعة (بما في ذلك الجنس).
6. · تفضيل العزلة وعدم الاختلاط مع الناس.
7. · وجود أفكار تمني الموت أو الرغبة في الانتحار والخلاص من الدنيا.
8. · صعوبة في التركيز والتذكر والتردد في اتخاذ القرار.
9. · عصبية زائدة وعدم استقرار وضجر متواصل.
10. · اضطراب النوم (صعوبة في النوم أو نوم زائد) مع افتقاد للنشاط بعد النوم.
11. · فقدان الشهية مع نقص في الوزن غير مقصود أو غير مخطط له.
12. أعراض الهجمة المختلطة
حيث
يعاني من أعراض هجمة الهوس وأعراض هجمة الاكتئاب مجتمعة مع بعضها. وهنا
يعاني المريض من أفكار متسارعة ونشاط متزايد مع اضطراب في النوم مصاحباً له
شعور باليأس وانعدام القيمة وهجمات البكاء وأفكار الانتحار أو تمني الموت.