ملاك الروووح عضو نشيط
دولتى : جنسي : مشاركاتي : 168 تاريخ تسجيلى : 25/11/2012 My MMS :
| موضوع: يونس عليه السلام الخميس ديسمبر 27, 2012 7:14 pm | |
|
بعث الله سبحانه وتعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إلى أهل نينوى من أرض الموصل، فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، لكنهم كذبوا رسوله الكريم وتمردوا على دعوته، وتمسكوا بكفرهم وعنادهم، فلما طال ذلك العناد، خرج [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من بين أظهرهم، بعد أن وعدهم بحلول العذاب عليهم بعد ثلاثة أيام.
وهذا ما حدث بالفعل، فلقد خرج الرسول الكريم من بينهم وتحقق هؤلاء القوم من صدق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] السلام، ومن نزول العذاب بهم فقذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة كما يقول الشيخ محمد المصري وندموا على ما كان منهم في حق نبيهم، فتضرعوا إلى المولى عز وجل، وبكى الرجال والنساء والأطفال كما يقول ابن كثير رحمه الله فكانت ساعة عظيمة هائلة، وعندئذ جاءت الرحمة الإلهية بحول الله وقوته ورأفته، فكشف عنهم العذاب.
مرت الأيام الثلاثة التي وعد بها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قومه بالعذاب إن هم لم يؤمنوا برسالته، وإذا به ينتظر وعد الله فيهم، وربما كان في هذه الأيام الثلاثة بعيدا أو في معزل عنهم، لا يدري بأنهم آمنوا وتابوا إلى الله توبة نصوحا، لهذا فوجئ بهم آمنين سالمين فغضب غضبا شديدا، ولأن جزاء الكاذب عند قومه هو القتل الفوري، فقد اعتقد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أن قومه سيظنونه كاذبا، ومن ثم يقتلونه ففر هاربا خشية أن يلقى مصيره المحتوم بالقتل.
مشقات الدعوة
اتجه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إلى شاطئ البحر والظاهر من القصة أن خروجه أو هروبه لم يكن بإذن من المولى تبارك وتعالى، ولهذا جاء وصف ربنا له بقوله: “وإن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون” (الصافات: 139 140) والآبق كما يقول المفسرون هو العبد الهارب من سيده.
لقد ضاق صدر سيدنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] على قومه، ولم يتحمل تكذيبهم له أو عنادهم، فذهب مغاضبا، فأوقعه الله كما يقول سيد قطب رحمه الله في الضيق الذي تهون معه مضايقات المكذبين، ولولا أنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عاد إلى ربه معترفا بخطئه وظلمه لنفسه ولدعوته، لما أنقذه الله سبحانه وتعالى من هذا الضيق.
في بطن الحوت
لما ذهب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مغاضبا بسبب ما اعتقده من حالة قومه، توجه إلى البحر وركب سفينة، وعندما وصلت بهم إلى عرض البحر، اضطربت هذه السفينة ربما لزيادة حملها، أو هكذا هيئ لركابها، وكادوا يتعرضون للغرق، فلم يجدوا أمامهم سوى أن يقترعوا فيما بينهم، ومن أصابته هذه القرعة ألقوه من هذه السفينة لتخفف الحمولة الزائدة وينجو الآخرون.
يقول المولى تبارك وتعالى في وصف ما حدث: “وإن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لمن المرسلين. إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتهمه الحوت وهو مُليم”، والغريب في هذا الأمر أن القوم عندما اقترعوا جاءت القرعة من نصيب سيدنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ثلاث مرات، والقوم يعيدون الكرّة مرة بعد مرة، حتى جاءت الثالثة، فلم يكن هناك بد من أن يلقي بنفسه في البحر، لتلتقطه الرحمة الإلهية، فيبعث الله عز وجل حوتا عظيما، فيلتقمه، ويأمره سبحانه ألا يأكل له لحما ولا يهشم له عظما، فأخذه فطاف به البحار كلها.
استقر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في بطن الحوت، وظن انه ميت لا محالة، وإذا به يحرك جوارحه فتتحرك، ليتأكد عندئذ أنه حي يرزق، فلم يجد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أمامه سوى أن يسجد له سبحانه وتعالى قائلا: “يا رب اتخذت لك مسجدا في موضع لم يعبدك أحد مثله” كما يقول ابن كثير يرحمه الله.
ويضيف ابن كثير ان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أثناء وجوده في بطن الحوت، أخذ يطوف به البحار، والرسول الكريم يسمع تسبيح الحيتان للرحمن، بل ويسمع تسبيح الحصى للواحد القهار ورب السموات والأرضين السبع وما بينها وما تحت الثرى، وعندها قال ما قال بلسان الحال: “فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” قال ابن مسعود رضي الله عنه: أي ظلمة الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل.
عناية إلهية
قال تعالى: “فنبذناه بالعراء وهو سقيم” أي في أرض لا نبات فيها، وهو ضعيف البدن كهيئة الصبي حين يولد: “وأنبتنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] شجرة من يقطين” قال ابن عباس رضي الله عنهما إنه القرع، وهنا يتبادر سؤال إلى الذهن: ما الفائدة في إنبات هذه الشجرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] دون غيرها؟
يقول ابن الجوزي يرحمه الله تعالى في “زاد المسير”: إن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] خرج من بطن الحوت كالفرخ وجلده قد ذاب، فأدنى شيء يمر به يؤذيه، وفي ورق اليقطين خاصية أنه إذا ترك على شيء ما لا يقربه ذباب، فأنبته الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ليغطيه ورقه ويمنع الذباب من أن يسقط [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فيؤذيه. أما ابن كثير فيقول في تفسيره: إن للقرع فوائد منها سرعة نباته وتظليل ورقه لكبره ونعومته، وجودة تغذية ثمره نيئاً ومطبوخاً.
حكاية الغلام
عندما استرد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عافيته وأصبح قادرا على الحركة، وجد غلاما يرعى الغنم، وعرف منه بعدما سأله أنه من قومه الذين تركهم، فطلب منه سيدنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أن يسلم على هؤلاء القوم ويخبرهم أنه التقى به، لكن هذا الغلام كان ذكيا، عالما بأن القوم لن يصدقوه، وان عقوبة الكذب هي القتل، فقال لسيدنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] السلام: فمن يشهد لي بذلك.
قال: تشهد لك هذه الشجرة وهذه البقعة. قال الغلام ليونس: مرهما (أي بالشهادة له). فقال لهما [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] السلام: إذا جاءكما هذا الغلام فاشهدا له، قالتا: نعم، وهذا كله بقدرة المولى عز وجل. رجع الغلام إلى قومه، ووصل خبره إلى الملك الذي اعتقد أنه يكذب، خاصة أن ركاب السفينة الناجية اخبروا الجميع بإلقاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في البحر وهلاكه، فما كان من الملك إلا أن أمر بقتل هذا الغلام الكاذب.
لكن الغلام أخبر الملك بأن لديه دليلا على صحة قوله، فأرسل الملك معه بعض خاصته، فلما وصلوا إلى الشجرة والبقعة اللتين أمرهما [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بالشهادة له، خاطبهما قائلا: نشدتكما بالله، هل أشهدكما يونس، قالتا: نعم! سيطر الخوف على أعوان الملك من هذا الموقف المرعب، وعادوا إلى الملك يرتجفون ليقصوا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ما حدث، فما كان من الملك إلا أن نزل عن كرسيه، وأمسك بيد الغلام، وأجلسه مكانه، قائلا له: أنت أحق بهذا المكان مني.
وقد روي عن رسول الله صلى الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وسلم أنه قال إن هذا الغلام حكم أربعين سنة أقام العدل خلالها. لكن لماذا أمر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الغلام بأن يسلم على قومه ويخبرهم بأنه لا يزال حيا؟ يقول المفسرون إن ذلك حتى يدل قومه على أنه لم يكذب عليهم، وأن كل ما حدث إنما كان بأمر الله؛ فشهادة البقعة والشجرة للغلام هي شهادة ليونس نفسه بالنبوة، والنبي صادق لا يكذب.
عندما استكمل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عافيته عاد إلى قومه الذين تركهم من قبل في لحظة ندم، ويقول الله سبحانه وتعالى: “وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين”، وكان هؤلاء القوم قد خافوا من العذاب بعد خروج [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] السلام، فآمنوا واستغفروا وطلبوا العفو من الله، كما سبق القول. | |
|